بدأ
التدوين والتأليف عند الإباضية في وقت مبكر فقد ألف الإمام جابر ديوانا
ضخما في الحديث سمي بديوان جمع فيه رواياته وآراءه على ما تقول كتب
التاريخ، و ضمنه الأحاديث التي رواها عن الصحابة والتابعين وبقيت هذه
النسخة في حوزة تلميذه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ثم توارثها أئمة
الإباضية في البصرة إلى أن استقرت في مكتبة بغداد التي أحرقها التتار فيما
بعد، ويروى أن أحد علماء المغرب قام بنسخه وأحضره إلى جبل نفوسة في
ليبيا،ولكن تلك النسخة ضاعت أيضا.
وعلى ضوء هذه المعلومات فإنه يمكن القول بأن
الإباضية كانت من أول المدارس الإسلامية التي عنيت بتدوين الحديث ولعل بعض المؤلفات
والتي لا تزال مخطوطة والمروية عن جابر بن زيد هي قطع من هذا السفر الكبير. وجاء
بعده الربيع بن حبيب الذي جمع أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم ) التي رواها عن أبي عبيدة عن جابر بن
زيد في كتابه المعروف بمسند الربيع بن حبيب، ولا يزال هذا الكتاب بالإضافة
إلى
كتب السنة الأخرى معتمد الإباضية في السنة. وألف عبد الرحمن بن رستم تفسيرا للقرآن
،كما ألف هود بن محكم الهواري أيضا تفسيرا للقرآن، وألف أبو اليقظان محمد بن أفلح
عدة كتب في الاستطاعة، وألف أبو غانم بشر بن غانم مدونته في الحديث والآثار التي
رواها عن سبعة من تلاميذ أبي عبيدة وهو من الكتب المطبوعة. كل هذا في القرون: الأول
والثاني والثالث،
ثم توالى التأليف في مختلف فروع الثقافة الإسلامية من كل عصر من العصور التالية.
وفي ما يلي جدول يبين أهم كتب الإباضية المخطوطة والمطبوعة.