مقـالات

بحـوث ودراسات

عـلماء كـتب ومخطوطات 

عقـيدة و فـقـه

تاريخ وحـضارة

الصفحة الرئيسة
 

 

 

وحدة المذاهب الإسلامية

 

الشيخ أحمد أحمد بن صالح   Chikh76@maktoob.com

 

شعارها: ( نتعاون فيما اتفقا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه )

توافق المذهب الإباضي مع بقية المذاهب الإسلامية في الأصول العقائدية والفقهية

   الأمة الإسلامية ذات مذاهب نابعة من أصول واحدة إذ نجدها جميعا تتفق في:   

 أولا: أصول العقائد الدينية:

1- فهم يقرون جميعا لله عز وجل بالربوبية والألوهية والوحدانية والتنزيه أن يشبه شيئا من مخلوقاته أو يشتبه به شيء من مخلوقاته {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد}[1]  {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}[2] مع اتصافه بجميع صفات الكمال التي ارتضاها لنفسه وتسمى بها.

2- ويقرون لمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية لله أولا، وبالنبوة والرسالة من قبل ربه عز وجل، وأنه أرسل للناس كافة هدى ورحمة للعالمين.

3- ويقرون بالملائكة وكرامتهم عند الله وعبوديتهم لله كسائر مخلوقاته الأخرى.

4- ويقرون بالعبودية وبالنبوة والرسالة لجميع من سبق سيدنا محمدا من الأنبياء والرسل

5- ويدينون بالكتب المنزلة كلها، وأن القرآن آخرها والمهيمن عليها.

6- ويؤمنون بالوعد والوعيد المصير المحتوم إلى الله تعالى لتجزى كل نفس بما كسبت.

ثانيا: أصول التشريع العملي:

جميع المذاهب الإسلامية متفقة في أصول التشريع ( أصول الفقه )، حيث يتفقون على استقاء دينهم وفقههم وأحكام معاشهم ومعادهم من القرآن والسنة قبل كل شيء، أو ما يرشدان إليه من اتباع أولي الأمر منهم من العلماء المجتهدين- اجتهادا جماعيا –

وهو ما يسمى بالإجماع، أو اجتهادا فرديا وهو القياس، وكذلك ما يستصلحه العلماء في شؤون حياتهم مما لا يتنافى ولا يتناقض مع نص أو مقصد شرعي. 

ثالثا: أصول العبادات:

وهي ما تسمى بأركان الإسلام المتفق عليها بعد الشهادتين وهي:

1- إقامة خمس صلوات مفروضة في اليوم: ( الظهر، العصر، المغرب، العشاء، الصبح ). فلم يزد أي مذهب من المذاهب صلاة سادسة أو ينقص واحدة فيكتفي بأربع.

2- وجوب إخراج الزكاة من الأموال التي تجب فيها وفق شروط معينة وإعطاءها لمستحقيها.

3- وجوب صيام شهر رمضان في السنة لا يبدل بشهر آخر ولا ينقص منه ولا يزاد عليه.

4- وجوب الحج إلى بيت الله الحرام لمن توفرت فيه شروط الاستطاعة.

رابعا: أصول المعاملات:

فهم متفقون على تحليل ما أحله الله وتحريم ما حرمه الله.

- مثل حلية الطيبات من المآكل والمشارب والملابس والمراكب وجميع أنواع الطيبات من الرزق التي أخرجها الله تعالى لعباده.

- ومثل تحريم الخبائث المتفق على خبثها كشرب الخمر وأكل الربا والميتة ولحم الخنزير وحرمة السرقة والقذف والزنا والقتل ...

الخلاصـــة:

كل ما ذكر من الأصول هو قدر مشترك بين جميع المذاهب الإسلامية، وعليه فأين الخلاف وما مظهر الخلاف بين هذه المذاهب،وإن وجد الخلاف لم نجده خلافا حقيقيا جوهريا بل هو خلاف في بعض الفروع والجزئيات كما نجده بين عالمين من مذهب واحد في وجهة نظر في حكم شرعي. و تصنيف الناس إلى: أحناف ومالكية وشافعية وحنابلة وإباضية وشيعة - زيدية أو إمامية – وظاهرية. هل يعتبر اختلافا من شأنه أن يؤدي إلى العداوة والبغضاء بين المسلمين وتقاطعهم  وتدابرهم عن بعض وتنابزهم فيما بينهم ويؤدي إلى فتن وحروب دموية مبيدة ؟ - كلا والله - لو عقل المسلمون حقيقة دينهم وتفتحوا فيما بينهم ودرسوا ما لكل مذهب من أصول عقائدية وفقهية لوجدوا أنفسهم أمة واحدة كما قال الله تعالى:{وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}[3]     

                    من كتاب : وأن هذه أمتكم أمة واحدة : للشيخ محمد الشيخ بلحاج                                     من ص 18 ....21 ( بتصرف ).

الشيخ أحمد أحمد بن صالح   Chikh76@maktoob.com

[1] -  الإخلاص: 3، 4.

[2] -  الشورى: 11.

[3] -  المؤمنون: 52. ( بقراءة الإمام ورش.)  

 

 
 
 

 

Google

جميع الحقوق محفوظة لموقع الاستقامة ولأصحاب المقالات - الأمانة العلمية تقتضي ذكر المصدر عند نقل أي  معلومات من هذا الموقع